الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات، وبتوفيقه تتحقق الغايات، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وبعد : لقد بدأت الكتابة المسرحية أولا باستيحاء المسرح الفرنسي والإيطالي والأخذ عنهما، مع إجراء بعض التعديلات التي تتقارب مع ذوق الجمهور وثقافتهم، وقد ظهرت بعض الأعمال المسرحية المؤلفة، ولكن كان مؤلفوها متأثرين بالأسلوب الأوربي في رسم الشخصيات أو تطور الأحداث أو غيرها من أساليب الكتابة المسرحية، وقد استمرت هذه البدايات هكذا إلى ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن تقريبا وتناولت في هذا البحث تحليل لمسرحية توفيق الحكيم الذي يعتبر من أهم رواد المسرح العربي ،ولقد قسمت بحثي هذا إلى أجزاء وهي كالآتي:
1- تعريف المسرحية في اللغة والاصطلاح.
2- عناصر المسرحية.
3- أنواع المسرحية.
4- تحليل مسرحية أهل الكهف للكاتب توفيق الحكيم .
وانتهيت في آخر بحثي بخاتمة فيها تحليل لمسرحية أهل الكهف عند توفيق الحكيم وخلاصة لمحتوى بحثي هذا الذي آمل أن ينال على إعجاب كل من يقرأه ، فما كان فيه من صواب فذلك فضل الله ومننه علي ، وما كان فيه سهو وزلل فهو من عند أنفسنا .
والحمد لله رب العالمين
المسرحية في اللغة:- المسرحية كلمة يحكي اشتقاقها عن نسبتها إلى المسرح، وهو المنصة التي يقدم عليها هذا النوع السردي من التأليف الأدبي...
واصطلاحا :- هي نوع أدبي،أساسه تمثيل طائفة من الناس،لحادثة إنسانية،يحاكون أدوارها، استنادا إلى حركتهم على المسرح،وأيضا إلى حواراتهم فيما بينهم فيها؛الحادثة إنسانية،وهي متحققة كلها،أو بعضها متحقق،ويجوز أن يكون جزء منها متخيلا،أو ممكن الوقوع؛وغاية هذا النوع الأدبي هي المتعة الفنية،أو الانتقاد،أو العظة أو التثقيف،وفي ذلك هدفها...
فالمسرحية :- فن أدبي يصور أحداثاً حقيقية ومتخيلة ، يؤديها الممثلون بالحوار والحركة. (1)
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص55.
ينبغي أن يتوفر في المسرحية عدد من العناصر المهمة والتي تجعلها تؤدي الغرض منها بشكل صحيح.وهذه العناصر هي كما يلي -:
أولاً : الفكرة- :
لابد لكل مسرحية من فكرة تقوم عليها وتنتظمها من أولها إلى آخرها وينبغي أن تكون فكرة
رئيسة واحدة ، لا تتداخل فيها أفكار أخرى ، كي لا يتشتت الجمهور ..ويستمد الكاتب فكرة المسرحية عادة من الحياة الواقعية، أو من التاريخ، وإذا استمدها من التاريخ فينبغي أن يكون فيها ما يخدم الواقع ، أو المستقبل ، ويضيف إليها من خياله ما يجعلها قطعة من الحياة .
والمسرحية ـ كالقصة ـ قادرة على حمل الأفكار العقدية والاجتماعية والسياسية ، وتزيينها للناس و
أن معظم الاتجاهات الفكرية والفلسفية في الغرب ـ الرأسمالي والشيوعي على حد سواء- تستخدمها ببراعة .
ثانياً: الشخصيات-:
وهم الأشخاص الذين تقوم بهم ـ وعليهم ـ أحداث المسرحية وينبغي أن يصورهم الكاتب تصويراً دقيقاً فيذكر صفاتهم الجسمية "الطول والقصر والسمنة والهزل والعاهات إن وجدت ....." وصفاتهم النفسية "المزاج والطباع " وصفاتهم الاجتماعية الوظيفة والمكانة... ، بل وعليه أن يضيف أزياءهم وحركاتهم المتميزة " إن وجدت " وقد يذكر تلك الصفات كلها في مقدمة المسرحية وقد يقتصر على بعضها ويترك للأحداث أن تكشف بقيتها ويحرص على أن يكون بعضها متناقضاً ، أو مخالفاً لشخصيات أخرى ، ليدير الصراع بينها ، وعليه أن يوزع مهماتها فيجعل بعضها محورياً ، يقوم بالأعمال الأساسية ، ويحرك الأحداث ، وهو ما نسميه " البطل " وبعضها الآخر أقل أهمية أو ثانوياً.
ثالثاً : الصراع -:
الصراع عنصر أساس في المسرحية ، يقوم بين طرفين متناقضين ، ويشكل عقدة المسرحية وصورته الشائعة في المسرحيات : صراع بين الخير والشر ، ويمثل كلاً منهما شخصيات معينة ، ويبدأ طبيعياً بسيطاً ، ثم ينمو ويشتد ، حتى يبلغ الذروة ، ثم يأتي الحل في نهاية المسرحية .
والأصل أن يكون في المسرحية صراع رئيس واحد ، يستقطب الأحداث والشخصيات ، ولا يصح أن يكون فيها صراعات فرعية إلا إذا كانت تصب في الصراع الرئيس ، أو تساعد على كشف جوانب منه.
رابعاً : الحركة -:
رأينا أن المسرحية تكتب لتمثل ، لذا ينبغي على المؤلف أن ينشئ حركة نشطة في مسرحيته ،
فيجعل الشخصيات تدخل وتخرج ، وتسير ، وتتصرف وفق ما تقتضيه الأحداث وبقدر ما تكون الحركة طبيعية ، موافقة للحياة الواقعية ، بقدر ما تنجح المسرحية .
خامساً : الحوار- :
الحوار أهم عناصر العمل المسرحي ، وهو الكلام الذي تقوله الشخصيات على خشبة المسرح ، وبه تتضح الأحداث وتكشف الشخصيات عن طبائعها ومكنوناتها ، وينمو الصراع وتظهر فكرة المسرحية وينبغي أن يكون الحوار رشيقاً يتنقل بخفة بين الشخصيات ، وأن يخلص من الحشو والاستطراد ،كي لا يتحول إلى خطابات مملة وأن تكون الألفاظ والعبارات دقيقة ، تناسب طبيعة كل شخصية ، وثقافتها ، وأحوالها النفسية .
سادساً : البناء -:
المسرحية عمل فني منظم ، يقتضى أن يبنيها المؤلف بعناية ، فهي تقسم إلى فصول ، ويقسم كل فصل إلى عدد من المشاهد ، وقد كانت القواعد النقدية قديماً تحتم على الكاتب أن يجعل مسرحيته في أربعة فصول ، وأن يتقيد في بنائها بالوحدات الثلاث-:
وحدة الموضوع ، ووحدة الزمان ، ووحدة المكان...
ثم تمرد الكتاب على هذه القيود - عدا وحدة الموضوع - وكتبوا مسرحيات بفصلين وثلاثة وخمسة غير أن طبيعة المسرحية جعلت ثورتهم محدودة فلا يمكن للكاتب أن يطيلها ويكثر فصولها لئلا يمل الجمهور ولا يستطيع تغيير المناظر كل حين ونقل المشاهد على نحو ما يفعل القاص لصعوبته عملياً ومن المهم في بناء المسرحية أن يراعي الكاتب تدرج الأحداث بين المشاهد والفصول ونمو الشخصيات وتغيير بعض صفاتها نتيجة تأثرها بالأحداث ، وأن يتسلسل البناء دون استطراد أو تشتت.
تلك هي أهم عناصر المسرحية التي يلحظها الكاتب عندما يؤلف مسرحيته.
وهناك عناصر أخرى لا علاقة للمؤلف بها ، وهى مهمة أيضاً ، أهمها : الإخراج الجيد ، وحسن أداء الممثلين والمناظر التي توضع على المسرح " الديكور " والأضواء ، والمؤثرات الصوتية.
والحقيقة أن المسرحية عمل فني ضخم، يقتضي أن تتضافر جهود فريق كامل، يبدأ بالمؤلف، وينتهي عند أصغر عامل على المسرح، كي يكتب لها النجاح والتأثير في الجمهور.
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص59-73.
النوعان المسريحان الكبيران في الأدب المسرحي،هما: "المأساة"، التراجيديا ، و"الملهاة" ، الكوميديا ؛ وقد عرفهما المسرح في فترات مختلفة ؛ عرفهما عند اليونان ، وعند الغربين ، حيث ازدهرا ازدهارا كبيرا..
وقد نبه "ديدرو" في بحثه عن : الشعر المسرحي ، عام 1758 ، إلى أن ثمة فجوات كثيرة بين النوعين الكبيرين ، "المأساة" ، و "الملهاة" ؛ وأن ثمة أربعة أنواع رئيسية في الأدب المسرحي هي :
1. الملهاة البهجة.
2. الملهاة الجدية.
3. المأساة العائلية الشعبية.
4. ملهاة العظماء.
وقد انحسرت "المأساة" تدريجيا ، حتى اختفت من المضمار الفني ، والأدبي ؛ وحل محلها المسرح الدرامي المؤثر ، والميلودرامي العنيف ؛ ثم مع المسرح الاجتماعي ، وأيضا الذهني صارت المسرحية إلى مزيج من الدراما ، والميلودراما..
"المأساة":وتختص المأساة بفواجع الرجال العظماء ، ومصائبهم ، وهي بطولية ، وأخلاقية ، وتستمد موضوعاتها من (التاريخ) ، وأشخاصها ملوك ، ونبلاء ، وقواد ؛ وفي ذلك قوتها ، وفائدتها ...
" الملهاة":فأنها تصور المقالب الانسانية التي تثير الضحك ؛ وموضوعاتها مستمدة من الواقع ، والمجتمع.
ومن وجهة نظر صلة الموضوع الملهاوي بالأفراد ، أو الجامعات ، هناك :
1. (ملهاة الحادثة)،وفيها تكون الأحداث باعثة على الضحك..
2. (ملهاة الطباع)، وتستهدف تصوير المثالب الشخصية..
3. (ملهاة العادات)،وهي تصور مثالب العادات،والتقاليد..
وقد قسم (الاردس نيكول) الملهاة إلى ستة أنماط،هي:
1. المهزلة أو ملهاة التهريج.
2. الملهاة الرومانسية أو الملهاة الفكاهة.
3. ملهاة الطرز أو ملهاة اللمز.
4. الملهاة السلوكية.
5. الملهاة المه**ة.
6. ملهاة الدسيسة.
وتحتمل الملهاة المفآجات ،والمبالغات أكثر من المأساة والتي تتقيد عادة بمطيات التاريخ نفسه ، أو هي تتصرف بها في حدود الإمكان الإنساني..
و (الحلول) أي خواتيم العمل المسرحي ، حلول سعيدة في الملهاة ؛ويجب أن تكون مبسطة ، وواضحة ، تفسر شتى المفآجات ، والمبالغات التي استهلكت..
هذه الأنواع المسرحية نجدها اليوم عندنا ، على اختلاف أنواعها ؛ ويمكن أن نعتبر العديد من المسرحيات العاطفية ، والبطولية التاريخية عند (أحمد شوقي) ، وعزيز أباظة ، وعدنان مردم بك ، وغيرهم مسرحيات مأساوية ، أو مآسي .. (1)
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص82-86.
التعريف بالكاتب : -
و لد توفيق الحكيم في الإسكندرية عام 1898 في عائلة مترفة و هناك شغف بالمسرح ، و أخذ يتردد على أعمال الفرق المسرحية ، أرسل إلى فرنسا لدراسة الحقوق و لكنه قضى تلك الفترة هناك يتتقل بين المسارح و المتاحف يعد الحكيم كاتب أول مسرحية عربية ناضجة بمعايير النقد الحديث (أهل الكهف 1933) توفي عام 1987 في الإسكندرية بعد أن ترك نحو 100 مسرحية و 62 كتابا ترجم أغلبها.
مسرحية " أهل الكهف "- ونشرت عام 1933:-
تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق، واستمد موضوعها من قصة أهل الكهف في القرآن الكريم, والتي طرح فيها قضية الإنسان والزمان، والصراع بين القلب والزمن، ولعله بذلك أراد أن يناقش مشكلة اجتماعية، هي عدم القدرة على مواجهة الحاضر بتلك العقلية الغارقة في الأفكار القديمة. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً. إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. (1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها.
وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.
مصدر المسرحية :-
قصة أهل الكهف في القرآن الكريم.
الاتجاه الأدبي:-
المسرح الذهني.
الشكل المسرحي:-
المأساة ( التراجيديا).
أفكار المسرحية :-
1- استيقاظ أهل الكهف و شكهم في مدة نومهم .
2- التأكد من طول الفترة من تغير هيئتهم.
3- الرغبة في مواصلة الحياة .
4- سر الكنز و موقف أهل المدينة و أهل الكهف.
5- موقف يمليخا من تغير الزمن .
6- الخطابان المتناقضان بين يمليخا و مرنوش.
7- الفرار من الحياة.
خصائص المسرح الذهني لتوفيق الحكيم:-
* جعل الأشخاص رموزا لأفكاره و ظهور الدال و المدلول في المسرحية.
* البناء المحكم لموضوع المسرحية.
* النزعة الإنسانية السائدة في الصراع المأسوي.
* الحوار الممتع الذي يبرز الصراع النفسي.
* حسن الربط بين الشخصيات و الروابط التي تربطها.(1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
عناصر المسرحية:
الأحداث: -
التي تصور نوم أهل الكهف و نومهم 300 عام ثم استيقاظهم و اكتشافهم حقيقة ظروفهم وانقطاع ماضيهم مما أدى إلى انقطاع مستقبلهم.
الشخصيات:-
ميشلينا ومرنوش وزيرا الملك الظالم ودقيانوس والراعي يمليخا وكلبه قطمير والأميرة بريسكا ووالدها الملك المسيحي وغالياس(مؤدب الأميرة)و أهل المدينة.
الزمان:-
قبل الإسلام زمان حكم الملك الظالم الوثني دقيانوس و بعده.
المكان:-
الكهف.
العقدة:-
إدراكهم أنهم في زمن غير زمانهم – مجئ الناس للكهف.
الحل:-
دخولهم الكهف مرة أخرى للموت بعد أن تأكدوا من انقطاعهم عن ماضيهم.
محتوى المسرحية:-
استيقظ أصحاب الكهف ( مشلينيا و مرنوش و يمليخا ) من نوم عميق استغرق ثلاثمائة سنة و ازدادوا تسعا فوجدوا أنفسهم جائعين فأرسلوا يمليخا ليحضر لهم طعاما فرأى فارسا معه صيد فأعطاه النقود فأخذ الفارس قطعة منها و جعل يتأملها و يقلبها و ينكرها لأنها ضربت قبل ثلاثمائة و تسع سنوات .
و حسب الفارس أنه عثر على كنز و طلبها منه ، فظن يمليخا أن الفارس به مس و خطف قطعة النقود منه ، و رجع إلى صاحبيه فراودهما الشك مما حكي ، و تحسس كل منهما لحيته و شعره و أظافره و شكوا في المدة التي قضوها في الكهف و قدروها بأسبوع أو بشهر و تساءلوا كيف تستطيع الأجسام أن تبقى حية طوال هذه المدة ، و نسبوا ذلك إلى إرادة الله ثم همّ مشلينيا يريد الخروج من الكهف متحديا الأسباب و النتائج .
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
و إذا بالناس كثيرين يضجون بخارج الكهف ، طالبين الكنز و صاحبه فقد نشر الفارس الخبر بالمدينة ، و لكن لم يجبهم من بداخل الكهف خوفا منهم ، و أوقودا المشاعل و انطلقوا متوغلين داخله ، وما كاد الداخلون يتبينون الثلاثة حتى يفروا هاربين و يصيحون أسباح موتى و يخرج الجميع ، و يفكر الثلاثة في دهشة و هم لا يعلمون من أمر أنفسهم شيئا فأخذوا يخرجون من الكهف فيجدون الناس يتحدثون عنهم و يكتشف لهم أمرهم و يظهر سر المعجزة فييرون أن بقاءهم في الحياة سيكون مثار فتنة ، فرجعوا إلى كهفهم و طلبوا من الله أن يقبض أرواحهم تكريما لهم و تخليدا لمعجزة الله الباهرة فيهم.
• العنصر الفكري في المسرحية هو قضية صراع الإنسان و الزمن و صورة الإنسان عندما يجد نفسه في زمان غير زمانه و يصل إلى قناعة أن بقاء الإنسان بما يمتلك من مقومات البقاء.
• العنصر العاطفي في المسرحي هو الشعور بالمأساة الحقيقة حين يجد الإنسان نفسه يفقد كل ما يربطه بالحياة من مال و أهل و لا يستطيع التأقلم مع الحياة الجديدة كما في مأساة مرنوش و عجر الإنسان أمام الزمن و لذا ينسحب من الحياة .
• جانب الخيال في المسرحية هو صورة الكهف و هيئة الفتية فيه و الناس على بابه - نظرة الفارس للعملة .
• مبادىء فلسفة الكاتب :-
تقوم فلسفة الكاتب على مبادئ منه :-
• استعداد الإنسان للتضحية من أجل معتقداته و ثوابته بأغلى ما يمكن .
• لا يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الحياة إلا بوجود ما يربطه بها.
• أقوى الروابط التي تربط الإنسان بالحياة من خلال هذه المسرحية هي الناحية الإجتماعية ، و علاقته بمن حوله من البشر ( الإنسان مدني بطبيعته).
• سمة من سمات المسرح الذهني وردت في المسرحية هي الصراع الذهني المتمثل في قوة الرابطة التي يربط الإنسان بالحياة و التي تولد العلاقة بين الإسنان و ما حوله من مخلوقات ، فالقضية في هذا النص تحملت عبء الصراع و لم يكن هذا الأخير يتمحور حول شخصية محددة ، و هذا ما يميز الإتجاه الذهني عن غيره .
• تعد هذه المسرحية من المسرحيات المأساوية لأنها تعالج قضية إنسانية عامة لأنها
تعالج هذه المسرحية قضية الإنسان الذي يتحمل تبعات تمسكه بالمبدأ الذي يؤمن به ، و غالبا ما تكون تلك التبعات ثقيلة قد يدفع الإنسان حياته ثمنا لها – و هنا يظهر الجانب المأساوي من المسرحية .
• عنصر المأساة في مسرحية أهل الكهف هو عنصر المأساة في المسرحية فقد أهل الكهف الروابط التي يمكن أن تربطهم بالحياة الجديدة و مال و غير ذلك؛ إذ و جدوا أنفسهم غرباء في زمن ليس زمنهم و فقدوا كل ما يربطهم بماضيهم.(1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
وأستغفر الله من كل خطأ أو تجاوز أو إعجاب بالنفس،فما أنا إلا بشر يخطىء ويصيب،فما كان من صواب فمن الله،وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
(ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا،ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به،واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) سورة البقرة:286.
وختاما آمل أن أكون قد وفقت في إظهار هذا البحث على الهيئة التي رسمتها،والهدف الذي نشدته وأن يؤدي دوره في سد ثغرة من ثغرات هذا المجال المسرحي من خلال تحليل مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم وأن يمنح الفائدة والمتعة لكل من يطلع عليه.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
1. فَن كِتابة المَسرحية: دراسة / تأليف عدنان بن ذريل / دمشق : إتّحاد الكتّاب العَرب ، 1996.
2. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
الموضوع:- رقم الصفحة:-
المقدمة 1
تعريف المسرحية 2
عناصر المسرحية 3-5
أنواع المسرحية 6-7
تحليل مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم 8-12
الخاتمة 13
المصادر والمراجع 14
المحتوى 15
1- تعريف المسرحية في اللغة والاصطلاح.
2- عناصر المسرحية.
3- أنواع المسرحية.
4- تحليل مسرحية أهل الكهف للكاتب توفيق الحكيم .
وانتهيت في آخر بحثي بخاتمة فيها تحليل لمسرحية أهل الكهف عند توفيق الحكيم وخلاصة لمحتوى بحثي هذا الذي آمل أن ينال على إعجاب كل من يقرأه ، فما كان فيه من صواب فذلك فضل الله ومننه علي ، وما كان فيه سهو وزلل فهو من عند أنفسنا .
والحمد لله رب العالمين
المسرحية في اللغة:- المسرحية كلمة يحكي اشتقاقها عن نسبتها إلى المسرح، وهو المنصة التي يقدم عليها هذا النوع السردي من التأليف الأدبي...
واصطلاحا :- هي نوع أدبي،أساسه تمثيل طائفة من الناس،لحادثة إنسانية،يحاكون أدوارها، استنادا إلى حركتهم على المسرح،وأيضا إلى حواراتهم فيما بينهم فيها؛الحادثة إنسانية،وهي متحققة كلها،أو بعضها متحقق،ويجوز أن يكون جزء منها متخيلا،أو ممكن الوقوع؛وغاية هذا النوع الأدبي هي المتعة الفنية،أو الانتقاد،أو العظة أو التثقيف،وفي ذلك هدفها...
فالمسرحية :- فن أدبي يصور أحداثاً حقيقية ومتخيلة ، يؤديها الممثلون بالحوار والحركة. (1)
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص55.
ينبغي أن يتوفر في المسرحية عدد من العناصر المهمة والتي تجعلها تؤدي الغرض منها بشكل صحيح.وهذه العناصر هي كما يلي -:
أولاً : الفكرة- :
لابد لكل مسرحية من فكرة تقوم عليها وتنتظمها من أولها إلى آخرها وينبغي أن تكون فكرة
رئيسة واحدة ، لا تتداخل فيها أفكار أخرى ، كي لا يتشتت الجمهور ..ويستمد الكاتب فكرة المسرحية عادة من الحياة الواقعية، أو من التاريخ، وإذا استمدها من التاريخ فينبغي أن يكون فيها ما يخدم الواقع ، أو المستقبل ، ويضيف إليها من خياله ما يجعلها قطعة من الحياة .
والمسرحية ـ كالقصة ـ قادرة على حمل الأفكار العقدية والاجتماعية والسياسية ، وتزيينها للناس و
أن معظم الاتجاهات الفكرية والفلسفية في الغرب ـ الرأسمالي والشيوعي على حد سواء- تستخدمها ببراعة .
ثانياً: الشخصيات-:
وهم الأشخاص الذين تقوم بهم ـ وعليهم ـ أحداث المسرحية وينبغي أن يصورهم الكاتب تصويراً دقيقاً فيذكر صفاتهم الجسمية "الطول والقصر والسمنة والهزل والعاهات إن وجدت ....." وصفاتهم النفسية "المزاج والطباع " وصفاتهم الاجتماعية الوظيفة والمكانة... ، بل وعليه أن يضيف أزياءهم وحركاتهم المتميزة " إن وجدت " وقد يذكر تلك الصفات كلها في مقدمة المسرحية وقد يقتصر على بعضها ويترك للأحداث أن تكشف بقيتها ويحرص على أن يكون بعضها متناقضاً ، أو مخالفاً لشخصيات أخرى ، ليدير الصراع بينها ، وعليه أن يوزع مهماتها فيجعل بعضها محورياً ، يقوم بالأعمال الأساسية ، ويحرك الأحداث ، وهو ما نسميه " البطل " وبعضها الآخر أقل أهمية أو ثانوياً.
ثالثاً : الصراع -:
الصراع عنصر أساس في المسرحية ، يقوم بين طرفين متناقضين ، ويشكل عقدة المسرحية وصورته الشائعة في المسرحيات : صراع بين الخير والشر ، ويمثل كلاً منهما شخصيات معينة ، ويبدأ طبيعياً بسيطاً ، ثم ينمو ويشتد ، حتى يبلغ الذروة ، ثم يأتي الحل في نهاية المسرحية .
والأصل أن يكون في المسرحية صراع رئيس واحد ، يستقطب الأحداث والشخصيات ، ولا يصح أن يكون فيها صراعات فرعية إلا إذا كانت تصب في الصراع الرئيس ، أو تساعد على كشف جوانب منه.
رابعاً : الحركة -:
رأينا أن المسرحية تكتب لتمثل ، لذا ينبغي على المؤلف أن ينشئ حركة نشطة في مسرحيته ،
فيجعل الشخصيات تدخل وتخرج ، وتسير ، وتتصرف وفق ما تقتضيه الأحداث وبقدر ما تكون الحركة طبيعية ، موافقة للحياة الواقعية ، بقدر ما تنجح المسرحية .
خامساً : الحوار- :
الحوار أهم عناصر العمل المسرحي ، وهو الكلام الذي تقوله الشخصيات على خشبة المسرح ، وبه تتضح الأحداث وتكشف الشخصيات عن طبائعها ومكنوناتها ، وينمو الصراع وتظهر فكرة المسرحية وينبغي أن يكون الحوار رشيقاً يتنقل بخفة بين الشخصيات ، وأن يخلص من الحشو والاستطراد ،كي لا يتحول إلى خطابات مملة وأن تكون الألفاظ والعبارات دقيقة ، تناسب طبيعة كل شخصية ، وثقافتها ، وأحوالها النفسية .
سادساً : البناء -:
المسرحية عمل فني منظم ، يقتضى أن يبنيها المؤلف بعناية ، فهي تقسم إلى فصول ، ويقسم كل فصل إلى عدد من المشاهد ، وقد كانت القواعد النقدية قديماً تحتم على الكاتب أن يجعل مسرحيته في أربعة فصول ، وأن يتقيد في بنائها بالوحدات الثلاث-:
وحدة الموضوع ، ووحدة الزمان ، ووحدة المكان...
ثم تمرد الكتاب على هذه القيود - عدا وحدة الموضوع - وكتبوا مسرحيات بفصلين وثلاثة وخمسة غير أن طبيعة المسرحية جعلت ثورتهم محدودة فلا يمكن للكاتب أن يطيلها ويكثر فصولها لئلا يمل الجمهور ولا يستطيع تغيير المناظر كل حين ونقل المشاهد على نحو ما يفعل القاص لصعوبته عملياً ومن المهم في بناء المسرحية أن يراعي الكاتب تدرج الأحداث بين المشاهد والفصول ونمو الشخصيات وتغيير بعض صفاتها نتيجة تأثرها بالأحداث ، وأن يتسلسل البناء دون استطراد أو تشتت.
تلك هي أهم عناصر المسرحية التي يلحظها الكاتب عندما يؤلف مسرحيته.
وهناك عناصر أخرى لا علاقة للمؤلف بها ، وهى مهمة أيضاً ، أهمها : الإخراج الجيد ، وحسن أداء الممثلين والمناظر التي توضع على المسرح " الديكور " والأضواء ، والمؤثرات الصوتية.
والحقيقة أن المسرحية عمل فني ضخم، يقتضي أن تتضافر جهود فريق كامل، يبدأ بالمؤلف، وينتهي عند أصغر عامل على المسرح، كي يكتب لها النجاح والتأثير في الجمهور.
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص59-73.
النوعان المسريحان الكبيران في الأدب المسرحي،هما: "المأساة"، التراجيديا ، و"الملهاة" ، الكوميديا ؛ وقد عرفهما المسرح في فترات مختلفة ؛ عرفهما عند اليونان ، وعند الغربين ، حيث ازدهرا ازدهارا كبيرا..
وقد نبه "ديدرو" في بحثه عن : الشعر المسرحي ، عام 1758 ، إلى أن ثمة فجوات كثيرة بين النوعين الكبيرين ، "المأساة" ، و "الملهاة" ؛ وأن ثمة أربعة أنواع رئيسية في الأدب المسرحي هي :
1. الملهاة البهجة.
2. الملهاة الجدية.
3. المأساة العائلية الشعبية.
4. ملهاة العظماء.
وقد انحسرت "المأساة" تدريجيا ، حتى اختفت من المضمار الفني ، والأدبي ؛ وحل محلها المسرح الدرامي المؤثر ، والميلودرامي العنيف ؛ ثم مع المسرح الاجتماعي ، وأيضا الذهني صارت المسرحية إلى مزيج من الدراما ، والميلودراما..
"المأساة":وتختص المأساة بفواجع الرجال العظماء ، ومصائبهم ، وهي بطولية ، وأخلاقية ، وتستمد موضوعاتها من (التاريخ) ، وأشخاصها ملوك ، ونبلاء ، وقواد ؛ وفي ذلك قوتها ، وفائدتها ...
" الملهاة":فأنها تصور المقالب الانسانية التي تثير الضحك ؛ وموضوعاتها مستمدة من الواقع ، والمجتمع.
ومن وجهة نظر صلة الموضوع الملهاوي بالأفراد ، أو الجامعات ، هناك :
1. (ملهاة الحادثة)،وفيها تكون الأحداث باعثة على الضحك..
2. (ملهاة الطباع)، وتستهدف تصوير المثالب الشخصية..
3. (ملهاة العادات)،وهي تصور مثالب العادات،والتقاليد..
وقد قسم (الاردس نيكول) الملهاة إلى ستة أنماط،هي:
1. المهزلة أو ملهاة التهريج.
2. الملهاة الرومانسية أو الملهاة الفكاهة.
3. ملهاة الطرز أو ملهاة اللمز.
4. الملهاة السلوكية.
5. الملهاة المه**ة.
6. ملهاة الدسيسة.
وتحتمل الملهاة المفآجات ،والمبالغات أكثر من المأساة والتي تتقيد عادة بمطيات التاريخ نفسه ، أو هي تتصرف بها في حدود الإمكان الإنساني..
و (الحلول) أي خواتيم العمل المسرحي ، حلول سعيدة في الملهاة ؛ويجب أن تكون مبسطة ، وواضحة ، تفسر شتى المفآجات ، والمبالغات التي استهلكت..
هذه الأنواع المسرحية نجدها اليوم عندنا ، على اختلاف أنواعها ؛ ويمكن أن نعتبر العديد من المسرحيات العاطفية ، والبطولية التاريخية عند (أحمد شوقي) ، وعزيز أباظة ، وعدنان مردم بك ، وغيرهم مسرحيات مأساوية ، أو مآسي .. (1)
1.عدنان بن ذريل/فن كتابة المسرحية(دراسة)/منشورات اتحاد الكتاب العرب/دمشق-سوريا/ط1-1996/ص82-86.
التعريف بالكاتب : -
و لد توفيق الحكيم في الإسكندرية عام 1898 في عائلة مترفة و هناك شغف بالمسرح ، و أخذ يتردد على أعمال الفرق المسرحية ، أرسل إلى فرنسا لدراسة الحقوق و لكنه قضى تلك الفترة هناك يتتقل بين المسارح و المتاحف يعد الحكيم كاتب أول مسرحية عربية ناضجة بمعايير النقد الحديث (أهل الكهف 1933) توفي عام 1987 في الإسكندرية بعد أن ترك نحو 100 مسرحية و 62 كتابا ترجم أغلبها.
مسرحية " أهل الكهف "- ونشرت عام 1933:-
تعتبر هذه المسرحية الذهنية من أشهر مسرحيات الحكيم على الإطلاق، واستمد موضوعها من قصة أهل الكهف في القرآن الكريم, والتي طرح فيها قضية الإنسان والزمان، والصراع بين القلب والزمن، ولعله بذلك أراد أن يناقش مشكلة اجتماعية، هي عدم القدرة على مواجهة الحاضر بتلك العقلية الغارقة في الأفكار القديمة. وقد لاقت نجاحاً كبيراً وطبعت هذه المسرحية مرتين في عامها الأول كما ترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية وهذا أكبر دليل على شهرتها.والجدير بالذكر أن المسرح القومي قد افتتح بها نشاطه المسرحي؛ فكانت أول الـعروض المسرحية المعروضة فيه هي: " أهل الكهف " وكان ذلك عام 1935 وكان مخرجها الفنان الكبير زكي طليمات. ولكن للأسف كان الفشل حليفها، واصطدم الجميع بذلك حتى الأستاذ توفيق الحـكيم نفسه الذي عزا السبب في ذلك إلى أنها كتبت فكرياً ومخاطبة للذهن ولا يصلح أن تعرض عملياً. إن محور هذه المسرحية يدور حول صراع الإنسان مع الزمن. وهذا الصراع بين الإنسان والزمن يتمثل في ثلاثة من البشر يبعثون إلى الحياة بعد نوم يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليجدوا أنفسهم في زمن غير الزمن الذي عاشوا فيه من قبل. (1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
وكانت لكل منهم علاقات وصلات اجتماعية تربطهم بالناس والحياة، تلك العلاقات والصلات التي كان كلاً منهم يرى فيها معنى حياته وجوهرها.
وفي حينها وعندما يستيقظون مرة أخرى يسعى كل منهم ليعيش ويجرد هذه العلاقة الحياتية، لكنهم سرعان ما يدركون بأن هذه العلاقات قد انقضت بمضي الزمن؛ الأمر الذي يحملهم على الإحساس بالوحدة والغربة في عالم جديد لم يعد عالمهم القديم وبالتالي يفرون سريعاً إلى كهفهم مؤثرين موتهم على حياتهم.
مصدر المسرحية :-
قصة أهل الكهف في القرآن الكريم.
الاتجاه الأدبي:-
المسرح الذهني.
الشكل المسرحي:-
المأساة ( التراجيديا).
أفكار المسرحية :-
1- استيقاظ أهل الكهف و شكهم في مدة نومهم .
2- التأكد من طول الفترة من تغير هيئتهم.
3- الرغبة في مواصلة الحياة .
4- سر الكنز و موقف أهل المدينة و أهل الكهف.
5- موقف يمليخا من تغير الزمن .
6- الخطابان المتناقضان بين يمليخا و مرنوش.
7- الفرار من الحياة.
خصائص المسرح الذهني لتوفيق الحكيم:-
* جعل الأشخاص رموزا لأفكاره و ظهور الدال و المدلول في المسرحية.
* البناء المحكم لموضوع المسرحية.
* النزعة الإنسانية السائدة في الصراع المأسوي.
* الحوار الممتع الذي يبرز الصراع النفسي.
* حسن الربط بين الشخصيات و الروابط التي تربطها.(1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
عناصر المسرحية:
الأحداث: -
التي تصور نوم أهل الكهف و نومهم 300 عام ثم استيقاظهم و اكتشافهم حقيقة ظروفهم وانقطاع ماضيهم مما أدى إلى انقطاع مستقبلهم.
الشخصيات:-
ميشلينا ومرنوش وزيرا الملك الظالم ودقيانوس والراعي يمليخا وكلبه قطمير والأميرة بريسكا ووالدها الملك المسيحي وغالياس(مؤدب الأميرة)و أهل المدينة.
الزمان:-
قبل الإسلام زمان حكم الملك الظالم الوثني دقيانوس و بعده.
المكان:-
الكهف.
العقدة:-
إدراكهم أنهم في زمن غير زمانهم – مجئ الناس للكهف.
الحل:-
دخولهم الكهف مرة أخرى للموت بعد أن تأكدوا من انقطاعهم عن ماضيهم.
محتوى المسرحية:-
استيقظ أصحاب الكهف ( مشلينيا و مرنوش و يمليخا ) من نوم عميق استغرق ثلاثمائة سنة و ازدادوا تسعا فوجدوا أنفسهم جائعين فأرسلوا يمليخا ليحضر لهم طعاما فرأى فارسا معه صيد فأعطاه النقود فأخذ الفارس قطعة منها و جعل يتأملها و يقلبها و ينكرها لأنها ضربت قبل ثلاثمائة و تسع سنوات .
و حسب الفارس أنه عثر على كنز و طلبها منه ، فظن يمليخا أن الفارس به مس و خطف قطعة النقود منه ، و رجع إلى صاحبيه فراودهما الشك مما حكي ، و تحسس كل منهما لحيته و شعره و أظافره و شكوا في المدة التي قضوها في الكهف و قدروها بأسبوع أو بشهر و تساءلوا كيف تستطيع الأجسام أن تبقى حية طوال هذه المدة ، و نسبوا ذلك إلى إرادة الله ثم همّ مشلينيا يريد الخروج من الكهف متحديا الأسباب و النتائج .
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
و إذا بالناس كثيرين يضجون بخارج الكهف ، طالبين الكنز و صاحبه فقد نشر الفارس الخبر بالمدينة ، و لكن لم يجبهم من بداخل الكهف خوفا منهم ، و أوقودا المشاعل و انطلقوا متوغلين داخله ، وما كاد الداخلون يتبينون الثلاثة حتى يفروا هاربين و يصيحون أسباح موتى و يخرج الجميع ، و يفكر الثلاثة في دهشة و هم لا يعلمون من أمر أنفسهم شيئا فأخذوا يخرجون من الكهف فيجدون الناس يتحدثون عنهم و يكتشف لهم أمرهم و يظهر سر المعجزة فييرون أن بقاءهم في الحياة سيكون مثار فتنة ، فرجعوا إلى كهفهم و طلبوا من الله أن يقبض أرواحهم تكريما لهم و تخليدا لمعجزة الله الباهرة فيهم.
• العنصر الفكري في المسرحية هو قضية صراع الإنسان و الزمن و صورة الإنسان عندما يجد نفسه في زمان غير زمانه و يصل إلى قناعة أن بقاء الإنسان بما يمتلك من مقومات البقاء.
• العنصر العاطفي في المسرحي هو الشعور بالمأساة الحقيقة حين يجد الإنسان نفسه يفقد كل ما يربطه بالحياة من مال و أهل و لا يستطيع التأقلم مع الحياة الجديدة كما في مأساة مرنوش و عجر الإنسان أمام الزمن و لذا ينسحب من الحياة .
• جانب الخيال في المسرحية هو صورة الكهف و هيئة الفتية فيه و الناس على بابه - نظرة الفارس للعملة .
• مبادىء فلسفة الكاتب :-
تقوم فلسفة الكاتب على مبادئ منه :-
• استعداد الإنسان للتضحية من أجل معتقداته و ثوابته بأغلى ما يمكن .
• لا يمكن للإنسان أن يعيش في هذه الحياة إلا بوجود ما يربطه بها.
• أقوى الروابط التي تربط الإنسان بالحياة من خلال هذه المسرحية هي الناحية الإجتماعية ، و علاقته بمن حوله من البشر ( الإنسان مدني بطبيعته).
• سمة من سمات المسرح الذهني وردت في المسرحية هي الصراع الذهني المتمثل في قوة الرابطة التي يربط الإنسان بالحياة و التي تولد العلاقة بين الإسنان و ما حوله من مخلوقات ، فالقضية في هذا النص تحملت عبء الصراع و لم يكن هذا الأخير يتمحور حول شخصية محددة ، و هذا ما يميز الإتجاه الذهني عن غيره .
• تعد هذه المسرحية من المسرحيات المأساوية لأنها تعالج قضية إنسانية عامة لأنها
تعالج هذه المسرحية قضية الإنسان الذي يتحمل تبعات تمسكه بالمبدأ الذي يؤمن به ، و غالبا ما تكون تلك التبعات ثقيلة قد يدفع الإنسان حياته ثمنا لها – و هنا يظهر الجانب المأساوي من المسرحية .
• عنصر المأساة في مسرحية أهل الكهف هو عنصر المأساة في المسرحية فقد أهل الكهف الروابط التي يمكن أن تربطهم بالحياة الجديدة و مال و غير ذلك؛ إذ و جدوا أنفسهم غرباء في زمن ليس زمنهم و فقدوا كل ما يربطهم بماضيهم.(1)
1. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
وأستغفر الله من كل خطأ أو تجاوز أو إعجاب بالنفس،فما أنا إلا بشر يخطىء ويصيب،فما كان من صواب فمن الله،وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
(ربنا ل تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا،ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به،واعف عنا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين) سورة البقرة:286.
وختاما آمل أن أكون قد وفقت في إظهار هذا البحث على الهيئة التي رسمتها،والهدف الذي نشدته وأن يؤدي دوره في سد ثغرة من ثغرات هذا المجال المسرحي من خلال تحليل مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم وأن يمنح الفائدة والمتعة لكل من يطلع عليه.
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
1. فَن كِتابة المَسرحية: دراسة / تأليف عدنان بن ذريل / دمشق : إتّحاد الكتّاب العَرب ، 1996.
2. أهْل الكَهف / توفيق الحكيم/ ط2/ بيروت : الشّركة العَالمية للكِتاب ، 1991 .
الموضوع:- رقم الصفحة:-
المقدمة 1
تعريف المسرحية 2
عناصر المسرحية 3-5
أنواع المسرحية 6-7
تحليل مسرحية أهل الكهف لتوفيق الحكيم 8-12
الخاتمة 13
المصادر والمراجع 14
المحتوى 15
الأربعاء مارس 02, 2011 2:41 pm من طرف الكومبل
» علاقم المسيح الدجال ومثلث رمودا بل ايات القرانية واللة اعلم
الأربعاء مارس 02, 2011 2:35 pm من طرف الكومبل
» أصل اللغة العربية وتطورها
السبت يونيو 13, 2009 12:09 pm من طرف Admin
» سعيد بن عامر الجمحي
الأربعاء يناير 28, 2009 7:03 pm من طرف weboo
» روائع الأخلاق
الأربعاء يناير 28, 2009 6:17 pm من طرف weboo
» (( خبيب بن عدي))
الأربعاء يناير 28, 2009 5:37 pm من طرف weboo
» المنقب القرآنى
الأربعاء يناير 28, 2009 2:08 pm من طرف weboo
» القران كامل بصوت 15 قارئ
الأربعاء يناير 28, 2009 1:34 pm من طرف weboo
» تفسير القرآن الكريم كاملاً في 2 ميجا
الأربعاء يناير 28, 2009 1:30 pm من طرف weboo